بين الكلي والجزئي في التفسير




 لا أحد من الفلاسفة [ رغم ايماني بان كل انسان هو فيلسوف بالضرورة ]، والمثقفين الحزبيين عبر عن حقيقة النظام الرأسمالي، كل هؤلاء الفلاسفة [ على أهمية منجزهم الفكري ] ، ظلوا على مستوى السطوح تارة والفروع تارة أخرى، ظل البعض في الشكل، وحسب الشكل مضمونا لذاته، اي لمضمونه الطبقي، والذي يفسر الطابع الطبقي، لكل سيطرة كانت، اقتصادية أو سياسية أو  ايديلوجية.


{ وحده ماركس، وورثته من الفلاسفة : لينين، غرامشي، ٱلتوسير، سمير امين} ظلوا أستنثاءا  عظيما **


[  او ظلوا على مستوى الفروع ]، لا يبرحونها او يفارقونها نحو تفسير العمل ب[الكلي]، فيتم نقد [ اضطهاد السود دون التفكير خارج منطق السوق ]  و  [ نقد مجتمع الاستهلاك خارج علاقات الانتاج ] التي [ تهتم بالثروة كوسيلة لخلق ثروة اخرى في دورة أوتوماتيكية تسحق حلم الانسان ] وحاجاته الإنسانية [ الحقة ].


[ ونقد اضطهاد النساء في البيت من طرف الذكور، دون النظر اليه على انه انعكاس لاضطهاد ٱخر، اضطهاد الرجال في المصانع.  ويتم كذلك نقد الاضطرابات الجنسية الباطولوجية في صفوف الطبقات الدنيا [ عبر ردها سيكولوجيا الى عدم القدرة على تجاوز مركب أوديب ]، والتي ليست سوى  نتاج استلاب جنسي على مستوى المجتمع [ والذي يجعل شباب الطبقات الدنيا اقتصاديا واجتماعيا يحيون في ظل أزمات جنسية يطبعها بكل تأكيد كل أنواع الانحراف ].


[  ويتم كذلك نقد تدمير البيئة باسم الدعوات الأيكولوجية التي لا تحاول تعريف الأزمات الأيكولوجية من خلال/عبر جوهر النظام الانتاجي كسبب رئيس في مختلف الكوارث البيئية نفسها ] من انقراض الآلاف من الكائنات الحية، الى الاف المصابين بالتلوث الاشعاعي المسبب لأغراض سرطانية في اكثر من مكان بالعالم بسبب من الامبريالية الغربية [ قنبلة هيروشيما ونجازاكي من جهة، وحرب الريف المغربي حيث تم استعمال القصف بالغازات السامة من طرف القوات الإسبانية الغازية للمنطقة. ]، إضافة إلى ظاهرة الاحتباس الحراري وثقب الاوزون وشح المياه في مختلف بقاع العالم. [ لنتخيل لحظة واحدة هؤلاء الفلاسفة المحترمين، المحترمين جدا، وهم ينسبون سبب اختراع القنبلة النووية الى فكرة ديكارت عن سيطرة الانسان على الطبيعة، مستعيدين ضده سبينوزا الذي اعتبر الانسان حالا في الطبيعة، ان تاريخ الفلسفة هو أيضا على جانب مهم منه، تاريخ صياغة الفلاسفة لاوهام حول ذواتهم ] 


أقول، إن النقاش الصحي، هو الذي يبدأ بالكل، لان الكل هو وحده الحقيقي، هو النقاش الذي يبحث عن اللامتحول [ مثل السردية الثورية للماركسية عن علاقة الرأسمال بالعمل ]، داخل المتحول. من هنا عظمة التحليل المادي الجدلي، وفرادة رؤيته. بل عظمة البريوسكرات وهيغل ضد [ شيوخ السوربون والتحليليين الذي ينكرون ويتنكرون لفكرة الكل والوجود العام الذي يتجسد بأشكال مختلفة في أمكنة مختلفة ].


 [ تريدون فهم الظاهرة الامبريالية، ثقب الاوزون، الاستلاب الجنسي، الحروب المستمرة على إنسانية الانسان، اذن لتفهموا اولا وقبل كل شيء، النظام الانتاجي ومنطق عمله ]

أحدث أقدم